خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
٢٣
وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ
٢٤
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٢٥
قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٢٦
وَلِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاَعةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ ٱلْمُبْطِلُونَ
٢٧
-الجاثية

تفسير كتاب الله العزيز

قال: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } هو المشرك اتخذ إلهه هواه فعبد الأوثان من دون الله، وبعضهم يقرأها { اتَّخَذَ ءَالِهَةً هَوَاهُ } قال: { وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ } أي: بكفره فلا يسمع الهدى سمع قبول. { وَقَلْبِهِ } أي: وختم على قلبه، أي: فلا يفقه الهدى. { وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً } فلا يبصر الهدى { فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ } أي: لا أحد. قال: { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } يقوله للمشركين.
قوله عز وجل: { وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا } أي: نموت ونولد. [قال محمد: يموت قوم ويحيى قوم] { وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ } قال مجاهد: وما يهلكنا إلا الزمان. أي: هكذا كان أمر من قبلنا، وكذلك نحن نموت ولا نبعث.
قال الله تعالى: { وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } أي: بأنهم لا يبعثون { إِنْ هُمْ إِلاَ يَظُنُّونَ } أي: إِنْ ذلك منهم إلا ظن.
قوله: { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } أي: القرآن { بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي: فأحيوا آباءنا حتى نصدّقكم بمقالتكم أي: بأن الله يحيي الموتى.
قال الله جواباً لقولهم: { قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ } يعني هذه الحياة { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } يعني الموت { ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } أي: ليوم القيامة. { لاَ رَيبَ فِيهِ } أي: لا شك فيه، يعني البعث { وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أي: إنهم مبعوثون.
قوله: { وَلَلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَيَومَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ } أي: المشركون المكذّبون بالبعث. خسروا أنفسهم أن يغنموها فصاروا في النار، وخسروا أهليهم من الحور العين.