خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٢٨
هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٢٩
فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ
٣٠
وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ
٣١
-الجاثية

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ } يعني كفارها في تفسير الحسنى { جَاثِيَةً } أي: على ركبها في تفسير بعضهم: وقال مجاهد: أي: على الركب مستوفزين. وقال الكلبي: { جَاثِيَةً }: جميعاً، يعني جُثًى، والجثوة عنده جماعة. قال: { كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا } أي: إلى حسابها، وهو الكتاب الذي كتبته الملائكة من أعمالهم. { الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ } أي: يقال لهم: اليوم تجزون { مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.
{ هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.
ذكروا عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال: أول ما خلق الله القلم، فقال: اكتب. قال: رَبّ، وما أكتب؟ قال: ما هو كائن، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة؛ فأعمال العباد تعرض كل يوم اثنين وخميس فيجدونه على ما في الكتاب. وزاد فيه بعضهم: { هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }. ثم قال:ألستم قوماً عرباً؟ هل يكون النسخ إلا من كتاب.
قال: { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ } أي: الجنة { ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ } أي: البيّن. والفوز. النجاة من النار إلى الجنة. كقوله:
{ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } [آل عمران:185].
قال: { وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ } أي: يقول الله لهم يوم القيامة. (أَلَمْ تَكُن ءَايَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ) { فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ } أي: مشركين.