خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِ يُؤْمِنُونَ
٦
وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ
٧
يَسْمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
٨
وَإِذَا عَلِمَ مِنْ ءَايَٰتِنَا شَيْئاً ٱتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ
٩
مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ شَيْئاً وَلاَ مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
١٠
هَـٰذَا هُدًى وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ
١١
-الجاثية

تفسير كتاب الله العزيز

قال الله عز وجل: { تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ } أي: يصدقون. أي: ليس بعد ذلك إلا الباطل. كقوله: { فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ } [يونس:32].
قوله: { وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ } أي: كذّاب { أَثِيمٍ } يعني المشرك { يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ } على ما هو عليه من الشرك { مُسْتَكْبِرًا } أي: عن عبادة الله { كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } يعني آيات الله، أي: بلى قد سمعها وقامت عليه الحجة بها. وقال مجاهد: يعني جميع المصرّين. { فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } أي: موجع.
قال: { وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا } قال بعضهم هو النضر بن الحارث { أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }.
{ مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ } أي: أمامهم، كقوله:
{ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } [سورة إبراهيم:17]. وهي كلمة عربية، تقول للرجل: من ورائك كذا، لأمر سيأتي عليه. قال: { وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا }. تفسير الحسن: ما عملوا من الحسنات يبطل الله أعمالهم في الآخرة. قال: { وَلاَ مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء } قال: ولا يغني عنهم تلك الأوثان التي عبدوها من دون الله شيئاً { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.
قوله: { هَذَا } يعني القرآن { هُدًى } أي: يهتدون به إلى الجنة { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ } أي: موجع.