خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلِكُلٍّ دَرَجَٰتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَٰلَهُمْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
١٩
وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ
٢٠
وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِٱلأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
٢١
-الأحقاف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا } أي: للمؤمنين وللمشركين؛ للمؤمنين درجات في الجنة على قدر أعمالهم، وللمشركين دركات في النار على قدر أعمالهم. قال: { وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ } أي جزاء أعمالهم { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }.
قوله عز وجل: { وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ } وعرضهم، في تفسير الحسن، دخولهم النار. { أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا }. وهي تقرأ أيضاً على الاستفهام بمد: { آذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا }؟. فمن قرأها بغير مدّ فهو يقول [على الخبر]: قد فعلتم. ومن قرأها بالمدّ فهي على الاستفهام. وإضمارها: أي قد فعلتم. المعنى: إنكم أذهبتم طيباتكم، أي: من الجنة إذ كنتم في الدنيا، أذهبتموها بشرككم.
قال: { وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا } أي: في الدنيا { فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ } أي: عن عبادة الله { بِغَيْرِ الْحَقِّ } أي: بشرككم وتكذيبكم { وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ } أي: فسق الشرك.
قوله: { وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ } يعني هوداً، أخوهم في النسب وليس بأخيهم في الدين، { إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ } أي: أنذرهم عذاب الله { بِالأَحْقَافِ } وكانت منازلهم في أحقاف الرمال. { وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ } وهذا بدء كلام مستقبل. يخبر الله أن الرسل قد خلت، أي: مضت، من بين يدي هود، أي: من قبله ومن خلفه، أي من بعده، يدعون إلى ما دعا إليه هود من عبادة الله { أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }. رجع إلى قصة هود فأخبر بقوله لقومه.