خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا
١٠
ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ
١١
إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ
١٢
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ
١٣
أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ
١٤
-محمد

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } أي: أهلكهم الله { وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا } يعني عاقبة الذين من قبلهم. أي الذين تقوم عليهم الساعة، كفار آخر هذه الأمة، يهلكون بالنفخة الأولى.
قال الله عز وجل: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا } أي: وليّهم { وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ } أي: لا ولي لهم إلا الشيطان، فإنه وليّهم. وأما قوله:
{ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ } [الأنعام:62] فمعناه مالكهم، وليس هو من باب ولاية الله للمؤمنين. وقال: { اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ } [البقرة:257].
قال: { إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ } أي: أنهار الجنة تجري في غير خدود: الماء والعسل واللبن والخمر، وهو أبيض كله؛ فطينة النهر مسك أذفر، ورضراضه الدر والياقوت، وحافاته قباب اللؤلؤ.
قال: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ } أي: في الدنيا { وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ } وهي غافلة عن الآخرة. قال: { وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } أي: منزل للذين كفروا.
ذكروا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"المؤمن يأكل في مِعًى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء" .
قوله عزّ وجلّ: { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } أي: وكم من قرية { هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً } أي: أهلها كانوا أشد قوة { مِّن قَرْيَتِكَ } أي: من أهل قريتك { الَّتِي أَخْرَجَتْكَ } يعني مكة، أخرجك أهلها { أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ } أي: يمنعهم منا.
قوله: { أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ }. وهذا المشرك، أي: ليسوا بسواء.