قوله: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ } وهذا علم الفِعال
{ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } أي: نختبركم فنعلم من يصدق منكم فيما أعطى من الإيمان ومن
يكذب ممن لا يوفى بما أقرّ به من العمل لله.
قوله عز وجل: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ } أي: عن الإسلام
{ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ } أي: فارقوا الرسول وعادوه { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى } أي
من بعد ما قامت عليهم الحجة { لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا } أي: بكفرهم { وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ } أي: في الآخرة، يعني ما كان من عمل حسن عملوه في الدنيا.
قوله: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }.
ذكروا أنّ رجلاً كان على عهد النبي عليه السلام يصوم ويصلي، وكان في لسانه
شيء، فقال له النبي عليه السلام: يا فلان إنك تبني وتهدم.
قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ }.
قوله عز وجل: { فَلاَ تَهِنُوا } أي: لا تضعفوا في الجهاد { وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ } أي: إلى الصلح. أي: لا تدعوا إلى الصلح { وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } أي:
الظاهرون المنصورون؛ يقوله للمؤمنين. وهذا الحرف يقرأ بوجه آخر: إلى السِّلْم،
أي: إلى الإسلام. قال: { وَاللَّهُ مَعَكُمْ } أي: ناصركم { وَلَن يَتِرَكُمْ } أي: ولن
يظلمكم { أَعْمَالَكُمْ }.
قوله عز وجل: { إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } أي: إن أهل الدنيا، يعني
المشركين الذين لا يريدون غيرها أهل لعب ولهو، سبتهم الدنيا، وليسوا بأهل
الآخرة.
ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدنيا سجن المؤمن وجنة
الكافر" . { وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ } أي: ثوابكم { وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ } أي: إن محمداً لا يسألكم أموالكم. { إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ }
بالمسألة { تَبْخَلُوا } أي: لو سألكم أموالكم لبخلتم بها. { وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ }
أي: عداوتكم. وهي تقرأ على وجه آخر: { وَتَخْرُجُ أَضْغَانُكُمْ }.