خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ٱلإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً
٢٩
-الفتح

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ } [يعني متوادّين] { تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا } يعني يقيمون الصلوات الخمس { يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا } أي: بالصلاة والصوم والدين كله { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ } قال بعضهم: يعرف الخشوع في وجوههم من أثر الصلاة. وقال بعضهم: { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم }: في الآخرة يقومون غُرّاً محجّلين من أثر الوضوء.
ذكروا عن أبي هريرة قال: يا رسول الله، كيف تعرف أمتك؟ قال:
"يقومون غُرّاً محجّلين من أثر الوضوء" .
قال: { ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ } أي: نعتهم في التوراة { وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ } أي: ونعتهم في الإنجيل؛ النعت الأول في التوراة، والنعت الآخر في الإنجيل { كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ } أي: فراخه { فَآزَرَهُ } أي فشدَّهُ { فَاسْتَغْلَظَ } أي: فاشتد، { فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ } أي: على قصبه، وقال بعضهم: على أصوله { يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ } أي: كثرته وكمامه ونباته. { لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ } أي يخرجون فيكونون قليلاً كالزرع حين يخرج ضعيفاً فيكثرون ويقوون فشبههم بالزرع؛ قال: يعجب الزراع بهم؛ يعجبون رسول الله كما يعجب ذلك الزرع الزراع ليغيظ بهم الكفار، أي ليغيظ بهم ربهم من كفر به؛ إنما يفعل ذلك بهم ليغيظ بهم الكفار. { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً } أي مغفرة الذنوب { وَأَجْرًا عَظِيمًا } [يعني الجنة].