خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
١٠
-الحجرات

تفسير كتاب الله العزيز

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ } أي: يخوفهم نقمته أي: في العدل في حكمه وفيمن يحكمون عليه { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } أي: لكي ترحموا إذا اتقيتم الله وعدلتم في الحكومة بين خلقه. فرد المنافق في الحكومة إلى حكم كتابه الذي أقر به، وسمّاه أخاه المسلم لما أقر به من الإسلام والإيمان الذي آخى الله بين أهله به، وليس بأخيه في الولاية عند الله ولا في المحبة.
وتفسير مجاهد: إن الطائفتين الأوس والخزرج اقتتلوا بالعصي.
ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب مثل المؤمنين كالجسد إذا شكا بعضه تداعى سائره.
ذكروا عن مجاهد عن كعب القرظي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنما المؤمن من أخيه مثل اليدين لا غنى بإحداهما عن الأخرى" .
وقال الكلبي: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل على حمار حتى وقف على مجلس من مجالس الأنصار، فكره بعض القوم موقفه، وهو عبد الله بن أبي بن أبي سلول، فقال له: خلّ لنا سبيل الريح من نتن هذا الحمار، وأمسك بأنفه. ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وغضب له بعض القوم، وهو عبد الله بن رواحة. فقال: أَلِرسول الله قلت هذا القول، فوالله لحماره أطيب منك ريحاً. فاستَبَّا، ثم اقتتلا، واقتتلت عشائرهما. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل يصلح بينهما؛ فكأنهم كرهوا ذلك، فأنزل الله: { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤمِنِينَ اقْتَتَلُوا... } إلى آخر الآية.