خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
١٣
قَالَتِ ٱلأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٤
-الحجرات

تفسير كتاب الله العزيز

قوله عز وجل: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا }. تفسير الحسن: الشعوب بنو الأب، والقبائل فوق ذلك. وربما اتفق الاسمان واختلفت القبيلتان فعرف الرجل.
وتفسير مجاهد: الشعوب: النسب البعيد، والقبائل دون ذلك.
(لِتَعَارَفُوا) أي: إن فلاناً ابن فلان من كذا وكذا. وتفسير الكلبي: القبائل المرتفعة الناس: تميم، وبكر، وأسد، وقيس؛ والقبائل دون ذلك، نحو نهشل وبني عبد الله بن حازم، ونحو ذلك. (لِتَعَارَفُوا): أي: بالشعوب والقبائل.
وبعضهم يقول: الشعوب: الأجناس، والقبائل قبائل العرب.
قال تعالى: (لِتَعَارَفُوا). ثم انقطع الكلام، ثم قال: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }.
ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الكرم التقوى والحسب المال" .
ذكرو الحسن أن أبا ذر كان بينه وبين رجل كلام، قال: وكانت له أمٌّ إذا ذكرت لم يشاتم، فذكرها أبو ذر، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أبا ذر، أعبت فلاناً بأمه، انظر إلى من حولك من أبيض وأحمر وأسود، فما لك على أحد منهم فضل إلا أن تفضله بتقوى الله" .
قوله عز وجل: { قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا } يعني المنافقين من الأعراب. قال مجاهد: أعراب بني أسد بن خزيمة. قال الله عز وجل: { قُل } يا محمد { لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا } أي: أقررنا.
قال تعالى: { وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ } أي: الإيمان بما أقررتم به من الأعمال التي لا يكون الإيمان إلا بها. أي: إن الإيمان قول وعمل. فلا يكونون مؤمنين حتى يستكملوها. قال: { وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي في كل ما تعبدكم به، أي من قول وعمل فتستكملوا فرائضه في القول والعمل { لاَ يَلِتْكُم } أي لا ينقصكم { مِّنْ أَعْمَالِكُمْ } التي هي إيمان وإسلام { شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.