خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ ٱلْقِرَدَةَ وَٱلْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّاغُوتَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ
٦٠
وَإِذَا جَآءُوكُمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَقَدْ دَّخَلُواْ بِٱلْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ
٦١
وَتَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٦٢
لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ ٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ ٱلإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ
٦٣
-المائدة

تفسير كتاب الله العزيز

ثم قال: { قُلْ هَل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللهِ } أي ثواباً عند الله { مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ القِرَدَةَ والْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ } قال الحسن: جعل الله ذلك بما عبدوا الطاغوت، يعني الشيطان، يذكرهم بأمر قد علموه من أصحابهم الأوّلين. قوله: { أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً } أي في الآخرة لأنهم في النار { وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ } أي: عند قصد الطَّريق.
قوله: { وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا ءَامَنَّا وَقَد دَّخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ } قال الكلبي: هؤلاء منافقو أهل الكتاب، كانوا إذا دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا آمنا، وقد دخلوا حين دخلوا على النبي كفاراً، وخرجوا من عنده وهم كفار لم ينتفعوا بما سمعوا منه بشيء، وهم من اليهود. قال: { وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ } أي: كانوا يكتمون دين اليهود.
وقال بعضهم: هم أناس من اليهود كانوا يدخلون على النبي فيخبرونه أنهم مؤمنون راضون بالذي جاء به، وهم مستمسكون بضلالتهم بالكفر، فكانوا يدخلون بذلك ويخرجون به من عند نبي الله.
قوله: { وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ } يعني اليهود { يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالعُدْوانِ } [يعني المعصية والظلم] { وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ } يعني أخذهم الرشوة على الحكم { لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } يعني حكامهم وعلماءهم.
قال: { لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ } أي هلا ينهاهم { الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ } يعني أخذهم الرشوة. قال الحسن: الربّانيون علماء الإِنجيل والأحبار علماء أهل التوراة. وهو تفسير مجاهد.
وقال الكلبي: الربّانيّون العلماء والفقهاء، والأحبار من كان من ولد هارون. فعاب بذلك الرّبانيين والأحبار فقال: { لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ }.
وقال بعضهم: الربّانيون العباد، والأحبار العلماء. ذكر بعضهم قال: كان هذا في حكام اليهود بين أيديكم ولا ينهاهم الربّانيون والأحبار. { لَبِئسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }.
قال الحسن: لبئس ما كانوا يصنعون حين سارعوا في الإِثْم والعدوان وأكلهم السحت، أي: الرشوة؛ وبئس ما صنع الربّانيون والأحبار حين لم ينهوهم عن ذلك.