خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَٰدِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ
١٢١
أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٢٢
-الأنعام

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لِفِسْقٌ } قال بعضهم: وإنه لشرك. أي: إن أكل الميتة على الاستحلال لشرك. وقال بعضهم: { وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ } أي: وإنه لمعصية؛ والفسوق المعاصي.
{ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ } أي من المشركين { لِيُجَادِلُوكُمْ } في أكل الميتة.
[قال مجاهد: كان المشركون يجادلون المسلمين في الذبيحة] ويقولون: يا صِحاب محمد، أما ما ذبحتم وقتلتم فتأكلون، وأما ما قتل الله فلا تأكلونه وأنتم تزعمون أنكم تتبعون أمر الله.
قال الله: { وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ } أي فاستحللتم الميتة فأكلتموها على وجه الاستحلال لها كما يستحلها المشركون { إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }.
وقال بعضهم: { وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُم } أي صدقتم المشركين فيما قالوا واحتجوا به { إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } أي في تصديقكم المشركين، لأنكم إن صدقتموهم في ذلك فقد كذبتم الله، فأنتم بتصديقكم المشركين وتكذيبكم الله مشركون.
قوله: { أَوَمَن كَانَ مَيْتاً } أي كافراً { فَأَحْيَيْنَاهُ } بالإِسلام في تفسير الحسن. وقال مجاهد: ضالاًّ فهديناه. وهو واحد. { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ } قال مجاهد: يعني الهدى { كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ } أي ظلمات الكفر في تفسير الحسن. وقال مجاهد: في ظلمات الضلالة، وهو واحد. { لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } أي: هو مقيم في ظلمات الكفر والضلالة.
وقال بعضهم: { فَأَحْيَيْنَاهُ } هذا المؤمن معه من الله بيّنة، عليها يعمل، وبها يأخذ، [وإليها ينتهي]. قال: { كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا }؛ هذا الكافر في الضلالة متحيّر فيها. قال هل يستويان مثلاً، أي هل يستويان هذان؟ على الاستفهام، أي إنهما لا يستويان.
[قال بعضهم]: بلغنا أَنَّها نزلت في عمر بن الخطاب وأبي جهل بن هشام، ثم هي عامة بعدُ.
ذكر الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللهم أيد الإِسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام" فأيده بعمر بن الخطاب، وأحسبه قال: وأهلك أبا جهل بن هشام أو كما قال.
قال: { كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.