قوله: { وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً } أي: وأنشأ من الأنعام، تبعاً للكلام
الأول، { وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشاتٍ } وأنشأ حمولة، أي: وخلق حمولة وفرشاً.
قال بعضهم: الحمولة ما حمل من الإِبل، والفرش الصغار التي لا تطيق
الحمل. وتفسير الحسن وغيره: الحمولة الإِبل والبقر، والفرش الغنم.
قال: { كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ } أي الحلال منه { وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ }
أي خطايا الشيطان وقال بعضهم: أمر الشيطان فيما حرّم عليهم من الأنعام والحرث
الذي ذكرنا قبل هذا الموضع. { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } أي: بيّن العداوة.
قوله: { ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ المَعْزِ اثْنَيْنِ } أي ذكر وأنثى،
والواحد زوج { قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ } على الاستفهام { أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ
عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ } من ذكر وأنثى، أم كل ذلك حرام، فإنه لم يحرّم منه شيئاً.
{ نَبِّئونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }. أي إن الله حرم هذا؛ وهو ما حرموا من الأنعام
التي ذكرنا مثل هذا الموضع.