خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ
١٢٥
وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ
١٢٦
وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ
١٢٧
قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱلأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
١٢٨
-الأعراف

تفسير كتاب الله العزيز

{ قَالُوا: إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } فآمنوا. { وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ ءَامَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا } وهو كقوله في أصحاب الأخدود { وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللهِ العَزِيزِ الحَمِيدِ } [البروج:8] { رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ }. قال بعضهم: كانوا أول النهار سحرة وآخره شهداء.
قوله: { وَقالَ المَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ } أي أرض مصر فيخرجوا منها بني إسرائيل. وقال بعضهم: ليقتلوا أبناء أهل مصر، كقول فرعون:
{ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ } [غافر:26]. أي يقتل أبناءكم كما قتلتم أبناءهم، وإنما عيشكم من بني إسرائيل.
قال: { وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَ } أي فلا يعبد ما تعبد. قال الحسن: وكان فرعون يعبد الأوثان. وكان بعضهم يقرأها: ويذرك وإلاهتك. أي: وعبادتك. ومن قرأها بهذا المقرأ قال: ألا تراه يقول:
{ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى } [النازعات:24].
قوله: { قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ } أي فلا نقتلهن { وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } أي: إنا قاهرون لهم.
{ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } وكان الله قد أعلم موسى أنه مهلك فرعون وقومه وأن الله سيورث بني إسرائيل الأرض من بعدهم وقال في آية أخرى:
{ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } [الشعراء: 59]. قوله: { وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } العاقبة هي الجنة، وهي للمتقين ليست لمن سواهم.