قوله: {ذٰلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوَهِنُ كَيْدِ الكَافِرِينَ} أي مُضعِف كيد الكافرين الذين
قاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: { إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الفَتْحُ} قال الكلبي: إن المشركين لما
صافّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر قالوا: اللهم ربنا أيُّنا كان أَحبَّ إليك، وأرضى عندك،
فانصره. فنصر الله نبيَّه، وقال: {إِن تَسْتَفْتِحُوا} يعني أن تستنصروا {فَقَدْ جَاءَكُمُ الفَتْحُ} والفتح النصر.
قال: { وَإِن تَنتَهُوا} عن قتال محمد {فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُوا} لِقِتاله
{نَعُدْ} عليكم بالهزيمة {وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ المُؤْمِنِينَ}.
وقال مجاهد: {فَقَدْ جَاءَكُمُ الفَتْحُ} بدعاء كفار قريش في قولهم: ربنا افتح بيننا
وبين محمد، ففتح الله بينه وبينهم يوم بدر.
قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ} أي عن
رسول الله {وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ} يعني الحجة.
{وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} [الهدى]. قال مجاهد:
يعني عاصين. وقال الحسن: ليسوا سمعاء ولا بصراء بالحق إذ لم يقبلوه.
قوله: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ} أي الخلق { عِندَ اللهِ الصُّمُّ} أي عن الهدى فلا
يسمعونه، أي فلا يقبلونه {البُكْمُ} أي عنه فلا ينطقون به {الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} أي
الهدى. وقال مجاهد: لا يتبعون الحق وهو واحد.