قوله: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ } أي:
ويقبل الصدقات { وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }.
ذكروا عن الحسن أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقبل الله صلاة بغير طُهور،
ولا صدقة من غُلول"
{ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ } أي بما يطلعهم الله
عليه، في تفسير الحسن. قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن، فإنه
بنور الله ينظر"
ذكروا عن أبي الدرداء قال: إياكم وفراسة العلماء، إن شهدوا عليكم شهادة
تكبّكم في النار، فوالله إنه الحق، يقذفه الله في قلوبهم وعلى أبصارهم.
ذكروا عن عثمان بن عفان أنه قال: لو أن رجلاً عمل في قعر سبعين بيتاً لكساه
الله رداء عمله، خيراً كان ذلك أو شراً.
ذكر لنا أنه مُرَّ على رسول الله بجنازة فأثنوا عليها خيراً، حتى تتابعت الألسن لها
بخير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" "وجبت" . ثم مُرَّ عليه بجنازة، فأثنوا عليها شراً، حتى تتابعت الألسن عليها بشر فقال: "وجبت، أنتم شهداء الله في الأرض" .
قوله: { وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.
قوله: { وَءَاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ }.
قال بعضهم: هم هلال بن أمية، ومرارة بن ربيعة، وكعب بن مالك. وقال
مجاهد: هم الثلاثة الذين في آخر السورة الذين خُلِّفوا، وهم الذين أرجئوا في هذه
الآية، ثم تاب عليهم في الآية التي في آخر السورة.