قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الكُفَّارِ }. قال الحسن:
كان هذا قبل أن يؤمر بقتال المشركين كافة، ثم أمر بقتال المشركين كافة بعدُ.
قوله: { وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً } أي: شدة عليهم { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ
المُتَّقِينَ } أي بالنصر والتأييد. أي: إنه سينصركم عليهم.
قوله: { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم } يعني المنافقين؛ رجع إليهم قوله: { مَّن يَقُولُ
أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ } يعني السورة { إِيمَاناً } يقوله بعضهم لبعض.
قال الله جواباً لقولهم قوله: { فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً } أي تصديقاً إلى تصديقهم قوله: { وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } أي بما يجيء من عند الله.
{ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } وهم المنافقون { فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى
رِجْسِهِمْ } أي كفراً إلى كفرهم { وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ } يقول: أنهم يموتون على
الكفر.
قوله: { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ }. قال الحسن: يعني: يبتلون بالجهاد في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرون نصرَ اللهِ رسولَه { ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ } من نفاقهم { وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ }.
وقال مجاهد: يفتنون في كل عام مرة أو مرتين بالسنين والجوع.
قوله: { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ } يعني المنافقين { هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ } يعني من المسلمين؛ يقوله بعضهم لبعض قوله: { ثُمَّ انْصَرَفُوا } قال
الحسن: يعني عزموا على الكفر. { صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُم } هذا دعاء واجب عليهم { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } أي لا يرجعون إلى الإيمان.