خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٢٥
-يونس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ واللهُ يَدْعُو } كل أحد، أى يأمرهم ويدلهم على ما يتوصلون به من فعل وترك { إلَى دَارِ السَّلام } أى دار السلامة وهى الجنة، وقيل: السلام جمع السلامة، وقيل: اسم الله، وأضيفت الدار إلى ذلك تنبيهاً على أنها سالمة من الآفات، من دخلها لا يخرج منها، ولا تنقضى عنه، ولا يمرض، ولا يقع به نحو ذلك من الآفات، ومعنى: إن الله سلام، أنه يسلم الخلق من جوره، ويخلصهم من الآفات، وقيل: السلام التحية، لأن من يدخل الجنة يسلم الله عليه والملائكة، ولا يخفى ما فى ذلك من تعظيم الجنة، حيث أضافها إلى السلام على الأوجه المذكورة، وحيث دعى إليها، فإن العظيم إنما يدعو إلى عظيم.
{ ويَهْدِى مَنْ يَشاءُ } يوفقه { إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ } وهو دين الله، وهو الواسطة إلى دخول الجنة، ومن لم يوفقه أصر على الكفر فلا يدخلها، وفى التوراة، يا باغى الخير هلمَّ، ويا باغى الشر انته.
وروى عن جبريل قعد عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فى نومه، وميكائيل عند رجليه، ومعهما ملائكة، فقال أحدهما: إنه نائم، وقال الآخر: إن قلبه يقظان، إنه صاحبكم فاضربوا له مثلا، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى داراً، وجعل فيها مائدة، وبعث داعيا، فمن أجابه دخلها وأكل من المائدة، ومن لم يجب لم يدخل ولم يأكل منها، فقالوا: أولوها يفقهها، فقال بعض: الدار الجنة، والداعى محمد صلى الله عليه وسلم، والمائدة الإيمان، ومن أطاع محمداً فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله، ومحمد فرَّق بين الناس.
وروى أبو الدرداء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تطلع الشمس إلا وبجنبها ملكان يناديان، أيها الناس هلموا إلى ربكم، فإنه ما قل وكفى، خير مما كثر وألهى، ولا غابت إلا وبجنبها ملكان يناديان: اللهم أعط كل منفق خلفا، وكل ممسك تلفاً يسمعهم ما على الأرض غير الثقلين" والمشهور أنها تطلع ومعها ملكان يقولان: اللهم أعط المنفق خلفاً والممسك تلفاً.