خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
٣٠
-يونس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ هُنالِكَ } أى فى ذلك الموقف، أو فى ذلك اليوم على استعارة اسم المكان للزمان، لشبه المكان بالزمان فى الظرفية { تبْلُوا كلُّ نفْسٍ } تختبر { ما أسْلَفتْ } ما قدمت من عمل، فتعرف أقبيح أم حسن، ضار أم نافع، مردود أو مقبول، وقرأ حمزة، والكسائى: تتلوا بتائين تقرأ وما قدمت أو نليه، وتجازى به أو تتبعه فيقودها إلى الجنة أو النار، وعن عاصم: نبلوا بالنون، ونصب كل، وعليه فما بدل اشتمال من كل، أى نختبر ما قدمت: هل هو موجب لسعادتها أو موجب لشقاوتها؟ أو منصوب على نزع الخافض أى نصيب كل نفس عاصية بما أسلفت.
{ ورُدُّوا } وقرأ يحيى بن وثاب بكسر الراء { إلى اللهِ } أى إلى جزاء الله { مَولاهُم } بدل أو نعت، لأنه بمعنى متولى أمرهم ومالكهم، ومعنى لا مولى لهم لا ناصر لهم { الحَقِّ } نعت للمولى أى الصادق ألوهية وربوبية، لا كأوثانهم، فلاحظ لها فى الألوهية والربوبية، أو الثابت الدوام، أو المعنى إلى الله متولى حسابهم العدل الذى لا يجوز، وقرئ بنصب الحق على المدح، أو على المصدرية المؤكدة للجملة قبله، فهو مؤكد للرد، كقولك: هذا عبد الله الحق، وناصبه على الأول أعنى، وعلى الثانى حق أو أحق.
{ وضَلَّ عَنْهم } غاب أو ضاع { مَا كانُوا يفْتَرونَ } من أنها تشفع لهم، أو من أنها آلهتهم، أو غاب أو ضاع ما زعموا أنهم آلهتهم أى بطلت آلهتهم ولم تنفعهم، فكأنها غابت عنهم أو فقدت.