خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمِنهُمْ مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِٱلْمُفْسِدِينَ
٤٠
-يونس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ومنْهُم } من هؤلاء الكفار المكذبين، أو من قومك المكذبين { مَنْ يؤْمنُ بهِ } فى قلبه، ولا يقر بلسانه، بل يعاند لئلا تسلب رياسته، والهاء للقرآن.
{ ومِنْهُم مَنْ لا يُؤمنُ بهِ } والمضارعان للحال، وفى ذلك تفريق للكفار، وتوهين لهم، وزلزال بهم، إذا خبر أن بعضهم قد آمن، فيكون بعضهم على وجل من بعض، وقيل: المعنى منهم من سيؤمن به، فالقضاء لله بالإيمان به ومنهم من لا يؤمن ويموت كافرا، فالمضارعان للاستقبال، وهذا الثانى أولى لقوله:
{ وربُّكَ أعْلم بالمفْسِدينَ } فإن كلا ممن آمن فى قلبه، وأنكر بلسانه، ومن لم يؤمن أصلا مفسدا فكلاهما داخل فى قوله: { من لا يؤمن به } لأن المنكر بلسانه، المصدق بقلبه، كافر أيضا غير مؤمن، فالإفساد الإصرار على الكفر بالقلب واللسان، وعلى الكفر باللسان، وأما على القول الأول فالإفساد الإصرار على الإنكار باللسان، وخص أصحابه بالإفساد، لأن إفساد من صدق بقلبه، وأنكر بلسانه، أضر وأشد عليه، وقد يقال على الأول: إن المفسدين الفريقان جميعا، وعلى كل حال فى الأخبار بأنه أعلم بالمفسدين تهديد.