خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَقَالُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ
٨٥
-يونس

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فقَالُوا عَلى اللهِ تَوكَّلْنا } كانوا مخلصين، فأجاب الله دعاءهم فنجاهم من فرعون، فلم يهلكهم وأهلك من خافه، وجعلهم خلفاء فى الأرض، فمن أراد التوكل فليرفض التخليط، وفضلت الخاصة فى التوكل على العامة بدوام سكون القلب عن الاضطراب، فاستراحوا من عذاب الحرص، وفكوا من أسر الطمع، وأعتقوا من عبودية الدنيا وأبنائها، وخصوا بالروح فى الدارين، ويتولد ذلك من لزوم المعرفة، وترك الحبل، ومن الممارسة حتى بألف ويختار.
{ ربَّنا لا تَجْعلنا فِتنةً للْقَوم الظَّالمينَ } فرعولا ومن على دينه، أى لا تسلطهم علينا فيفتنونا عن ديننا أو يضرونا بالعذاب، فالمعنى موضع فتنة، أو مفتونين، أو لا تجعلنا سبب افتتانهم فى الدين، بأن تعذبنا أو يعذبونا، فيقولوا: لو كان هؤلاء على الحق لما عذبوا، أو لما سلطنا عليهم، وفسره مجاهد بهذا المعنى الأخير بوجهيه المذكورين.