خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ
٧٠
-هود

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فلمَّا رَأى أيدِيَهم لا تَصلُ إليْهِ } إلى العجل الحنيذ، إذ لم يمدوها إليه { نَكِرهُم } أنكر حالهم { وأوْجَسَ } أضمر وأدرك { مِنْهم خِيفةً } نوعا من الخوف، وخاف أن يريدوا به مكروها، وكان منزله طرفا من الناس، فخاف منهم لامتناعهم من الأكل، إذ عرف من جاء بشر لا يأكل طعام المنزول به، وكان عادتهم إذا مس من جاءهم طعامهم أمنوه، وإلا خافوه، ولم يعلم بأنهم ملائكة، بل قيل: استضافوه فأضافهم بالعجل الحنيذ على طعام، والضيافة عندنا معشر الأباضية فرض كفاية، وإن قصد أحدا تعينت عليها وهى ثلاثة أيام، وروى يوما وليلة، وكذا قال ابن العربى المالكى.
وقال بعض فقهاء قومنا: إنها غير واجبة، وإن الأحاديث فيها على الندب، وقيل: إن إبراهيم لم يعرفهم أولا، ولذلك قدم إليهم ما يأكلون، ولما رآهم لا يمدون أيديهم للأكل عرف أنهم ملائكة، لأنهم لا يأكلون ولا يشربون، فخاف أن يكونوا قد جاءوا بعذاب قومه أو لأن ما أحدثه لم يرضه الله، لا بمجرد أنهم ملائكة، لأنه لا يخافهم، ولكن المتبادر من الآية ما تقدم.
قال الطبرى: لما قدم العجل قالوا: لا نأكل طعاما إلا بثمن، فقال لهم: ثمنه أن تذكروا الله تعالى عليه فى أوله، وتحمدوه فى آخره، فقال جبريل لأصحابه: بحق اتخذ الله هذا خليلا، فقيل: نظر إلى مكائيل فقال له ذلك.
{ قالُوا } حين رأوا خوفه الذى أضمره ظهر أثره عليه { لا تخف } إنا ملائكة الله، وإن قلنا: إنه عرفهم بعد عدم مد أيديهم، فالمراد لا تخف من عذاب قومك، وهون أمره عليك، فإنه أهل له، أو علمهم الله أنه خاف، أو علموا أن علمه بهم يوجب الخوف بأنهم ينزلون بعذاب، وفى هذا ضعف، أو لا تخف على نفسك فإنا لم نجئ فيك.
{ إنَّا أرْسِلنا إلَى قَوْم لُوطٍ } لنهلكم.