خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَآ أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
٦٣
-يوسف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فلما رَجَعُوا إلى أبيهِم } أى وسلموا عليه وقالوا: يا أبانا قدمنا على خير رجل أنزلنا وأكرمنا كرامة عظيمة، لو كان رجلا من أولاد يعقوب ما أكرمنا كرامته وصنع بنا ما لم يصنع بأحد وأنه على دين الإسلام، وحزين لحزنك إياك لبكائك على ولدك المفارق لك، ومعنا العطايا والهدايا من عطاياه.
{ قالُوا يا أَبانَا مُنِع منَّا الكَيْل } حكم بمنعه بعد ذهابه إن لم يذهب معنا بنيامين { فَأرْسِلْ مَعَنا أخَانَا } بنايمين { نَكْتَلْ } ما نحتاج إليه، وإن لم ترسله معنا لم نجد الاكتيال، والأصل نكتيل بياء مكسورة قلبت ألفا لتحركها بعد فتحة حذفت ألف للساكن بعدها، ووزنه بحسب الأصل نفتعل، وبحسب الحال نفتل وهو افتعال من الكيل، قال أبو عمرو الدانى: قرأ حمزة والكسائى يكتل بالياء أولا، وعلى قراءتها يكون الضمير فيه عائدا إلا الأخ، أى يكتل معنا فى هذه المرة الثانية { وإنَّ لَهُ لحافِظُون } عن أن ينالهم مكروه.
وروى أنهم رجعوا بلا كيل حتى يأتوه بهذا الأخ، وأن هذا هو المراد فى قولهم منع منا الكيل، وقيل اكتالوا، ومنعهم من الكيل بنيامين يأتوا به، وهذا هو المراد، وقال لهم شمعون: قالوا ارتهنه الملك لنأتيه ببنيامين فأخبروه بالقصة، قال: لِمَ أخبرتموه بذلك؟ قالوا إنه أخذنا وقال: إنكم جواسيس إذ كلمناه بالعبرانية وبكى عند ذلك.