خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ
٦٤
-يوسف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَال هَل آمنْكُم } أى ما آمنكم { عَليْه إلاَّ كما أمنْتكُم عَلى أخِيه } يوسف { مِنْ قَبلُ } وقد فعلتم فيه ما فعلتم مع قولهم يومئذ: { إنا له لحافظون } كما قلتم اليوم، وذلك كناية عن أنى لا أرسله معكم إلا على خوف عنه، وعدم اطمئنانه، ولم يمنعهم لما رأى فى إرساله من المصلحة، مع ما ظهر له من انهم قد أنابوا إلى الله عز وجل فلم يخف عليه كخوفه على يوسف، ثم أنعم لهم بإرساله معهم متوكلا على الله سبحانه وتعالى كما قال:
{ فاللّهُ خَيرٌ حافِظاً } تمييز محول عن الفاعل، وقرأ حمزة والكسائى وحفص حافظا فهو حال لازمة، ويضعف كونه تمييزا لضعفه فى الصفات، والتمييز فى قولك: لله دره فارسا أولى منه فى الآية، لأن فارسا ولو كان صفة كان تغلبت عليه الاسمية أو كادت، فليسا سواء عندى كما يتوهم من كلام بعضهم، وقرأ الأعمش: فالله خير حافظ، وقرأ أبو هريرة: خير الحافظين.
{ وهُو أرْحَم الرَّاحمِينَ } فأرجوا أن يرحمنى بحفظه، ولا يجمع علىَّ مصيبتين: مصيبة فيه، ومصيبة فى أخيه يوسف. قال كعب: لما قال يعقوب: { فالله خير حافظاً } قال الله: وعزتى وجلالى لأردنهما عليك بعد ما توكلت علىَّ، وقال لهم: إذا رجعتم إلى ملك مصر فأقرئوه منى السلام، وقولوا له: إن أبانا يصلى عليك، ويدعو لك بما أوليتنا.