خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ
٢٣
-الرعد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ جنَّاتُ } إما بدل من عقبى، أو بيان أو خبر لمحذوف، أى هى جنات، ويدخلونها مستأنف أو نعت له، وإما مبتدأ خبره يدخلونها { عَدْنٍ } إقامة أى بساتين فيها دورهم لا يرحلون عنها، وقيل: جنات عدن وسط الجنة، وكل الجنة دار إقامة، قال عبد الله بن عمرو بن العاص: هى مساكن الأنبياء والشهداء والعلماء فقط، لها خمسة آلاف باب.
{ يدْخُلونها } وقرئ بالبناء، للفعول من أدخل { وَمنْ صَلح منْ آبائهم وأزْواجِهمْ وذرِّيَّاتِهم } عطف على واو يدخلونها للفصل بالمفعول به، أو مفعول معه، وقرأ ابن أبى عبلة بضم لام صلح والفتح أفصح، وإن لم يبقوا بصلاحهم درجة وتعظيما له، وللتبع له، ولم يحكم بتبعية الأعلى للأدنى، لأن رحمة الله أوسع، ولو كان من أدنى أباً، وذلك كرم من الله سبحانه وتعالى، وشفاعته من ذلك الذى علت درجته، قبل: وفى الآية دلالة على أن هؤلاء الموصوفين بتلك الصفات الثمانية يقرنون لقرابتهم فى الدين زيادة فى أنسهم، وتقييد الآباء والأزواج والذريات بالصلاح، على أن مجرد النسب لا ينفع.
وقال الزجاج: لا يلحقون بدرجته إن لم يصلوها بأعمالهم، وأما { ألحقنا بهم ذرياتهم } ففى مطلق دخول الجنة وهو ضعيف، وعليه فإذا أراد زوجته صعدت إليه ثم رجعت، وزعم بعضهم عن ابن عباس: أن معنى صلح أمن وإن لم يعمل الفرائض، وأنه يكون الإلحاق، وفى ذلك بمجرد التصديق والمرأة لآخر أزواجها فى الدنيا إن كان من أهل الجنة، وإلا فلمن قبله إن كان من أهل الجنة، وهكذا ورد معنى ذلك فى حديث، وذلك إن كان الأخير أبر بها، وإلا فلمن كان أبر بها، وأرفق، وإن استووا اختارت كما يدل عليه حديث آخر لا كما قيل: إن المرأة لمن مات عنها، ولو تزوجت بعده من كان من أهل الجنة.
{ والملائكةُ يدْخلُون عَليهم مِنْ كلِّ بابٍ } من أبواب الجنة، أو القصور أول دخولهم للتهنئة أو من كل نوع من أنواع الهدايا والتحف، والتحية من الله جل جلاله كما قال ابن عباس، وعليه فمن بمعنى الباء أو للابتداء والمجازى.