خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ
٣٢
-الرعد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ولَقد اسْتهزىءَ برسُلٍ منْ قَبلكَ } برسل نائب فاعل استهزئ، والأصل استهزأت الأمم برسلها، ومن قبلك نعت رسل، أو متعلق باستهزئ.
{ فأمْليتُ للَّذينَ كَفرُوا } بهؤلاء الرسل واستهزءوا بهم، أى أخرت لهم العقاب، وأخرت لهم، وتركتهم مدة طويلة استدراجا لهم فى سعة من صحة ورزق وأمن، وأصل الإملاء الترك ملاوة بفتح الميم وكسرها وضمها، أى مدة طويلة، يقال: أمليت للدابة فى المرعى، ومن ذلك يقال للواسع الطويل من الأرض: ملاء.
{ ثمَّ أخذْتهم } بالعذاب دُنيا كالحقط والأسر، والقتل والإغراق، والإحراق والصيحة، وأخرى بالنار { فَكيفَ كانَ عِقابِ } أى إياهم أى كان عقابا شديدا أخذ من الغابة بمكان فكذلك أفعل بمن كذبك واستهزأ بك، ولو أمليت لهم فاصبر كما صبرت الرسل من قبلك، ننتقم لك من مكذبيك، كما انتقمنا لهم من مكذبيهم، فذلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ووعيد لمن استهزأ به، وكان الحسن إذا قرأ: { فكيف كان عقاب } قال: كان والله شديدا، وحذفت ياء المتكلم لدلالة الكسرة عليها تخفيفا.