خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

الۤر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
١
-إبراهيم

هميان الزاد إلى دار المعاد

بسم الله الرحمن الرحيم
{ الر } تقدم مثله. { كِتَابٌ } خبر لمحذوف أى هذا كتاب وقولُه { أنزَلْناه إلَيْكَ } خبر كان أو نعت لكتاب أو كتاب مبتدأ أى كتاب عظيم وجملة أنزلناه خبره وهو القرآن وقيل السورة { لِتُخْرِجَ النَّاسَ } بدعائك إياهم إلى ما تضمنهم وعم الناس لأنه مبعوث إلى الخلق جميعاً وقرئ ليخرج الناس بمثناة تحتية مفتوحة وضم الراء ورفع الناس أو بضم التحتية وكسر الراء ونصب الناس أى ليخرج الكتاب الناس. { مِنَ الظُّلُمَاتِ } أنواع الكفر والمعاصى. { إلى النُّورِ } الإِيمان جمع الظلمة لأَن طرق الكفر والمعاصى كثيرة وأفرد النور لأَن طريق الحق واحد وهو الإِيمان. { بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } بتسهيله وتوفيقه ومن ذلك إذن صاحب الدار لمريد الدخول، وإذن حاجب الملك لمريد الدخول عليه ونحو ذلك فإنه تسهيل للحجاب وقيل يأمره وماصدقهما واحد وقيل بعلمه وهو ضعيف ولو صح من حيث ما فى الحقيقة والباء متعلقة بتخرج أو بمحذوف حال من المستتر فى نخرج أو حال من الناس.
والآية تتضمن تشريف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ كان خروج الناس من الظلمات إلى النور جارياً على يده وتشريف القرآن إذ به خروجهم، { إلى صِرَاطِ } طريق { الْعَزِيزِ } الغالب. { الحَمِيدِ } المحمود على كل حال والمستحق لجميع المحامد والمستوجب على خلقه أن يحمدوه وصراطه دين الإِسلام.
قال ابن مسعود وابن عمر ترك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طرف الصراط عندنا وطرفه فى الجنة وأضاف الصراط إلى الله لأَنه شئ أمر به الله وقصده بالإِيجاب ولأَنه أظهره الله وخص وصف العزة ووصف الحمد تنبيهاً على أن من مشى فى ذلك الصراط لا يذل ولا يخيب والجار والمجرور من قوله إلى النور بدل الشىء أو متعلق بمحذوف مستأْنف جواب لسؤال مقدر كأَنه قيل إلى أى نور يخرجهم فقال يخرجهم إلى صراط العزيز الحميد.