خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَأْخِرِينَ
٢٤
-الحجر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ } من تقدمت ولادته { وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ } أى من تأَخرت ولادته وقيل من تقدمت ولادته أو موته ومن تَأَخرت ولادته أو موته. وعن ابن عباس من مات ومن بقى وقال هو فى رواية عنه وقتادة من تقدم فى الخلق إِلى اليوم ومن لم يخلق بعد وقال مجاهد المستقدمون من تقدم من الأُمم والمستأَخرون هذه الأُمة والسين فى ذلك كله ليست للطلب ولا للتأكيد اللهم إِلا تأكيدا عائدا للعلم وقال الحسن المستقدمين فى الطاعة والمستأخرون فيها وقال الأَوزاعى المستقدمين للصلاة فى أول الوقت والمتأخرين لها إِلى آخر الوقت، وقال مقاتل المستقدمين والمستأخرين فى صف القتال. وقال ابن عيينة من يسلم أولا ومن يسلم آخرا وقول الحسن يعمه، وعن ابن عباس رضى الله عنه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حرض على الصف الأَول فى الصلاة فازدحموا عليه وكانت بيوت قوم بعيدة عن المسجد فقالوا لنبيعن دورنا ونشترى دورا قريبة من المسجد لندرك الصف الأَول، فنزلت الآية أى علمنا من تقدم للفضيلة ومن تأَخر للعذر. وعن ابن عباس كانت امرأة حسناء تصلى خلف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا والله ما رأيت مثلها قط فكان بعض الناس يتقدم للصف الأَول لئلا يراها وبعض يتأَخر ليراها فإِذا ركع أو سجد نظر إِليها من تحت إِبطه. قال ابن العربى رواه الترمذى وغيره وأراد بغيره النسائى ورواه ابن الجوزى ولم يذكر ابن عباس وذكر غير ابن العربى ذلك عن الترمذى والنسائى عن ابن عباس ولم يذكر قوله لا والله ما رأيت مثلها قط، فإِن صح ذلك فلعل ذلك صدر من بعض المنافقين أو من الأَعراب الذين قرب عهدهم بالإِسلام فإِن كانت الآية مدنية فإِن ابن عباس كان صغيرا أو مكية فإِنه كان أصغر فلعل قوله ما رأيت مثلها تمييز منه ولو فى الصغر أو إخبار عما رواه منها بعد الكبر، وعن أبى هريرة أنه كان من الرجال فى قلبه ريبة فيتأَخر صفوف الرجال ومن النساء من فى قلبها ريبة فتتقدم إِلى أول صف النساء لتقرب منهم فنزلت الآية فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها" وفيه خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها.