خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَٰناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ
٤٧
-الحجر

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } حقد كان بينهم فى الدنيا، روى أنهم يشربون من عين تحت الشجرة فى باب الجنة ويغتسلون من أُخرى تحتها فتجرى عليهم نضرة دائمة ويخرج ما فى بطونهم من أذى وحقد وحسد، وروى أنهم يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار بعد ما خلصوا فيقتص بعض من بعض مع أنهم ماتوا تائبين مخلصين لما عليهم من حقوق أو غير متوصلين للخلاص لعدم المال أو ما به الخلاص أو تائبين فى الجملة ناسين لحقوق مخصوصة فإِن الله جل جلاله يرضى عنهم خصومهم ومع هذا يقتصون ليكون أشد ذهابا للحقد، قال: وينصرفون إِلى منازلهم فى الجنة وما هم فى الدنيا أعرف لمنازلهم منهم. لمنازلهم فى الجنة، قال بعضهم: ما يشبههم ألا أهل الجمعة انصرفوا من جمعتهم إِلى منازلهم، وقيل المعنى نزعنا ما من شَأنه أن يكون فى صدورهم من التحاسد على الدرجات فى الجنة وألقينا فيها التوادد وسمى الحقد غلا لأَنه داخلا فى القلب كامن فيه، يقال: غله فانغل وتغلغل أى أدخله فدخل وبالغ فى الدخول { إِخْوَاناً } فى المودة والمحبة حال من ضمير الاستقرار فى قوله: فى جنات أو من الواو فى ادخلوها أو من الضمير المستتر فى آمنين أو من الهاء فى صدورهم ولو كانت مضافاً إِليها لأَن المضاف هنا جزء من المضاف إِليه أى ما ثبت فى صدورهم حال كونهم إِخواناً وأخوة على هذا الوجه الأَخير واقعة فى الدنيا وهى أخوة دين مستصحبة بعد، أو المراد وقوعها فى الآخرة بما فى الدنيا من التوافق فى الدين على تقدير أن فيهم غلا ولو بعد البعث وهو غل طبعى غير الغل المؤاخذ به واقتصر ابن هشام على أنه حال من الهاء، { عَلَى سُرُرٍ } حال جمع سرير وهو الكرسى يوضع على جهة التعظيم والتشريف وهو عال مرتفع مشتق من السرور وهو الفرح { مُّتَقَابِلِينَ } حال ويجوز كون على سرر نعتاً لإِخواناً ومتقابلين نعت ثان أو حال من ضمير الاستقرار فى قوله على سرر ويجوز أن يكون على سرر متعلقاً بمتقابلين أو بمحذوف حال من المستتر فى متقابلين ذكروا أنهم على سرر من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت والسرير مثل ما بين صنعاء إِلى الجابية وإِذا أراد أحدهم أن يلقى صاحبه ساربه سريره فيلتقيان ويتحدثان ولا ينظر أحدهم قفا صاحبه لدوران الأَسرة بهم.