خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ
٥٣
-النحل

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ } أى وما اتصل بكم من نعمة أو ما ثبت معكم، { فَمِنَ اللهِ } الله كصحة البدن وسعة الرزق والمال والولد والواو للحال أى كيف تتقون غيره والحال أن النعم منه لا بد من غيره ويصح العطف على وله ما فى السماوات أو على وله الدين ويصح الاستئناف وما موصولة زيدت الفاء فى خبرها وعليه فيعلق الباء يكون خاص مدلول عليه بالمقام، أى وما اتصل بكم والباء للإِلصاق أو يكون عام أى وما ثبت بكم أى معكم فالباء للمصاحبة ومن الله خبر أو شرطية وشرطها الكون الخاص المذكور آنفاً والجواب من الله مع مبتدأ مقدر أى فهو من الله وإِنما تصح الموصولية على ما قال القاضى على تضمن معنى الشرط باعتبار الأَخبار المتضمنة له الجملة الشرطية دون الحصول المختص بالجملة الخبرية فإِن استقرار النعم بهم يكون سبباً للإِخبار بأَنها من الله سبحانه وتعالى لا لحصولها منه قلت: بل تصح الموصولية بطريق آخر أيضاً هو أن المراد النعم الحاضرة عندهم وعليه فإِنما جاءت الفاء باعتبار أن ما سيحضر يعلم بالمقايسة أنه من الله عز وجل أيضاً. { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ } أصابكم أمر ضار كفقر ومرض وزوال مال أو ولد، { فَإِلَيْهِ } لا إِلى غيره { تَجْأَرُونَ } ترفعون أصواتكم بالدعاء متضرعين مستغيثين لا تجأرون إِلى الأَوثان لعلمكم أنها لا تقدر على إِذهاب الضر وقرىء تجرون بحذف الهمزة ونقل فتحتها إِلى الجيم.