خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ
٥٧
-النحل

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَيَجْعَلُونَ } يصيرون أو يختارون أو يثبتون { للهِ البَنَاتِ } بقولهم لملائكة بنات الله سبحانَه وتعالى وذلك مقالة مشركى العرب وقيل مقالة خزاعة وكنانة منهم وإِنما قالوا ذلك لتاء التأنيث فى لفظ الملائكة أو لاستتار الملائكة عن العيون كما أن النساء تستتر { سُبْحَانَهُ } أى نزهوا الله عن اتخاذ الصاحبة وعن الولادة تنزيها عظيما لائقا بحاله ويجوز أن يكون سبحانه تعجيبا أى تعجيبا أيها العقلاء من ذلك وأن يكون تنزيها وتعجيبا { وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ } عطف على معمول عامل فلهم معطوف على قوله لله وما معطوف على البنات وما يشتهون هو البنون يستحبونهم لأَنفسهم ويقتلون البنات وذلك فى معنى قولك ويجعلون لهم أى لأَنفسهم وما يشتهون وإِن قلت يلزم عمل عامل واحد فى ضميرين متصلين بمعنى واحد أحدهما الواو فى يجعلون المقدر والآخر الهاء فى لهم وذلك مختص بباب علم وظن ورأى الحلمية وفقد وعدم لا يجوز فى أفعال التصير وغيرها قلت ذلك إِذا لم يكن أحد الضميرين متعدى إِليه بحرف، أما إِذا تعدى إِليه به فجائز مطلقا وأيضا قد يغتفر ذلك فى العطف كما أن ما هنا عطف وكثيراً ما يغتفر فى التابع ما لا يغتفر فى المتبوع ويجوز ذلك خبرا ومبتدأ أى ولهم فى زعمهم ما يشتهون.