خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ
٧٣
-النحل

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ السَّمَٰوَاتِ } كالمطر { وَالأَرْضِ } كالنبات والثمار وذلك هو الأَصنام لا تقدر أن ترزقهم من السماء ولا من الأَرض { شَيْئاً } مفعول مطلق بمعنى ملكا أى لا يملك لهم رزقا ملكا ما أو بدل مطابق لرزقا على أن المراد به الرزق وفائدة الإِتيان به الإِشارة إِلى أنه لا يملك لهم ولو أدنى ما يسمى من الرزق شيئا أو تأكيد بمنزلة قولك لا يملك لهم رزقا كقولك ما قام زيد زيد ومن السماوات لغة لرزقا ويجوز تعليقه برزقا لأَنه بمعنى الشىء المرزوق للإِنسان ويجوز كونه فى معنى المصدر كالرزق بفتح الراء فيتعلق به من السماوات والأَرض فيكون شيئا مفعولا به لرزقا من إِعمال المصدر المنون كقوله تعالى أَو إِطعام فى يوم ذى مسغبة يتيما { وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } أى لا يقدرون على شىء من إِيصال نفع كرزق ودفع ضر ولا يستطيعون الرزق فكأَنه قيل لا يملكونه ولا يستطيعون أن يملكوه والضمير عائد إِلى ما والمراد الأَصنام اعتبر لفظ ما فى قوله لا يملك ومعناه فى قوله لا يستطيعون فجىء بضمير الجماعة الذكور العقلاء لأَن الأصنام عندهم كالعقلاء ويحتمل عود الضمير للمشركين كالذى فى يعبدون أى لا يستطيعون دفع ما أراد الله ولا جلب ما لم يرد الله من رزق أو غيره وهم أحياء عقلاء متصرفون فكيف تستطيع الأَصنام ذلك.