خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ
٨٦
-النحل

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ } أى أصنامهم التى يدعون أنها شركاء لله وإِضافتها إِليهم بعنوان لفظ الشركة للملابسة وكونهم هم المسمين لها بشركاء لله فى العبادة والحرث والأَنعام تعالى عن الشركة أو المراد بالشركاء الشياطين فإِنها تشاركهم فى الأَموال والأَولاد، وفى الكفر بحملهم على الكفر يعرف كل إِنسان الشيطان الذى كان يضله فى الدنيا { قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلاَءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِن دُونِكَ } نطلبهم فى قضاء الحوائج أو نعبدهم أو نطيعهم فيما أمر ونابه من المعاصى والكفر وهذا الأَخير إِذا فسرنا الشركاء بالشياطين ويحتمل أيضا أن يكذبوا على الأَصنام، أمرتهم بالشرك والمعاصى فأطاعوها وإِنما قالوا ما ذكر الله عنهم حين رأُوا شركاءهم اعترافا بخطأهم فى ذلك ولا ينفعهم ذلك الاعتراف أو التماساً بأَن يلقى العذاب على الشركاء كله أجمع، لأَنها المعبودة والآمرة بالعبادة أو المطاعة والآمرة بالطاعة أو المدعوة فى الحوائج والآمرة بالدعاء فيها أو التماساً أن يلقى عليها شطر العذاب لذلك أو أكثره فيخفف عنهم وتذنيبا لها { فَأَلْقَوْا } أى طرحوا { إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } الواو فى ألقوا للشركاء فإِن كانت الشياطين فظاهر وإِن كانت الأَصنام فإِن الله سبحانه وتعالى ينطقها ويقدرها على إِلقاء القول والهاء فى إِليهم للمشركين وهم الذين ظلموا وإِنكم لكاذبون مفعول للقول أو لأَلقوا فإِن إِلقاء القول قول وهو أولى ولا سيما أن إِعمال المصدر المقرون بأَل شاذ أى فقالت الأَصنام أو الشركاء إِنكم لكاذبون فى قولكم إِننا شركاء لله سبحانه وتعالى أو فى قولكم إِنكم عبدتمونا حقيقة، وإِنما عبدتم أهواءكم كقوله عز وجل كلا سيكفرون بعبادتهم وقوله تعالى: ما كنتم إِيانا تعبدون أو فى قولكم إِنا حملناكم على الكفر والمعاصى وألزمناكم إِياها كقوله سبحانه: { { وما كان لى عليكم من سلطان إِلا أن دعوتكم فاستجبتم لى } وهذان الوجهان فى الشياطين ولا مانع منه أيضاً فى الأَصنام أو تقول الأَصنام إِنكم كاذبون فى ادعائكم إِنا أمرناكم بعبادتنا أو بطلبنا أو بطاعتنا ولسنا نتكلم حتى نأمركم وفى مواجهة الأَصنام أو الشياطين لهم بذلك ازدياد غم وحسرة وغاية حقارة وذلة وقيل الواو فى ألقوا عائد إِلى المشركين والهاء فى إِليهم إِلى الشركاء أى كاذبون فى الدنيا غارون لنا وعليه فتكون الفاء غير سببية وما ذكرته أولى.