خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً
٤
-الإسراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَقَضَيْنَا إِلى بنىِ إِسْرَائِيلَ } أى عليهم فإِلى بمعنى على { فىِ الْكِتَابِ } اللوح المحفوظ وذلك لا ينافى الخطاب ويعد خلافا لبعضهم الجواز، كتبت عليه أن قم ونحوه مما فيه خطاب وغيبة والجواز كون ذلك التفاتا إِلى الخطاب فالأَصل فيما بعد ذلك هو الغيبة لكن إِنما يتم هذا إِذا خرجناه على مذهب السكاكى فى الالتفات وعلى أن المكتوب فى اللوح المحفوظ ليفسدن أو يفسدون ونحو ذلك من ألفاظ الغيبة ويجوز أن يضمن قضينا معنى أوجبنا فعدى بإِلى فيكون الكتاب التوراة أى أثبتنا الموحى فى التوراة وقطعناه فيها { لَتُفْسِدُونَّ } بالمعاصى أى والله لتفسدن وجملة القسم المحذوف وهذا الجواب المذكور مفعول لقضينا لأَن فيه على كل حال معنى القول أو لتفسدن جواب لقضينا إِجراء له مجرى القسم وقرئ لتفسدن بالبناء للمفعول وقرئ بفتح التاء من فسد { فِى الأَرْضِ } أرض الشام أو حقيقة الأَرض والمراد الشام { مَرَّتَيْنِ } أى وقتين وهو ظرف متعلق بتفسد أو مفعول مطلق على حذف مضاف أى إِفساد مرتين أو على استعماله بمعنى إِفسادتين { وَلَتَعْلُنَّ } الأَصل تعلوونن بضم اللام والواو وبعدها حذفت ضمة الواو لثقلها، فالتقت ساكنة مع واو الجماعة فحذفت ثم حذفت نون الرفع لئلا تتوالى نونان فالتقت واو الجماعة ساكنة مع النون المدغمة، والمراد بالعلو كبرهم عن طاعة الله وعلى الناس وظلمهم الناس { عُلُوَّا كَبِيراً } عظيما والمرة الأُولى مخالفة أحكام التوراة وقتل شعياء وأرمياء والمرة الثانية قتل زكريا ويحيى وقصد قتل عيسى عليه السلام وقيل الأُولى قتل زكريا وحبس أرمياء حين أنذرهم سخطا لله عز وجل والثانية قتل يحيى بن زكريا وقصد قتل عيسى عليه السلام.