خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً
٤٢
-الإسراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قُل } يا محمد للمشركين. { لَّوْ كَانَ مَعَهُ } أى مع الله. { آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ } بالتاء الفوقية خطاب للمشركين، أمر الله سبحانه وتعالى النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يخاطب به المشركين، وقرأ ابن كثير وحفص بالتحتية فى هذا وما بعده على أن الكلام مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى أمر المشركين فى طريق غيبتهم لا خطابهم ومقتضى الظاهر الخطاب وعدل عنه تنزهاً عن مقالتهم، ووافقهما نافع وابن عامر وأبوه عمرو وأبو بكر ويعقوب فيما بعد، وهو قوله عما يقولون فقرأوه بالتحتية تنزها كذلك. { إِذاً } دالة على أن ما بعدها جواب عن قول المشركين أن مع الله آلهة وجزاء للو { لاَّبْتَغَوْا } طلبوا { إِلىَ ذِى الْعَرْشِ } الجسم العظيم المحيط بالمخلوقات أو جسم لو ألقيت فيه السماوات والأَراضى والكرسى لكانت كحلقة فى فلاة أو العرش كناية عن الملك أى لا تبغوا إِلى مالك الملك { سَبِيلاً } بالمبالغة والمضادة كما يقع بين الملوك من المحاربة على الملك هذا تفسير سعيد بن جبير وغيره إِذ قال: لا تبغوا إِليه سبيلا فى إِفساد ملكه ومضاهاته فى قدرته، قال إِمام الحرمين أبو المعالى صاحب الورقات: لو كان مع الله سبحانه وتعالى آلهة لأَراد أحدهما تسكين جسم والآخر تحريكه فى حال واحد. ومحال أن يكون متحركاً ساكنا فى حال واحدة وأن يكون لا متحركاً ولا ساكنا فاستحال إِنفاذ الإِرادتين وعدم إنفاذهما معاً فإِن لم تنفذا معا فليسا بإِلهين وإِن لم تنفذ إِرادة أحدهما فليس بإِله، وإِن فرضنا أن يتفقا فاختلافهما جائز والجائز فى حكم الواقع ولو كان الإِلهان لم يمتنع ثلاثة وأكثر إِلى ما لا نهاية له وعلى ذلك التفسير تكون الآية جارية على قوله تعالى: { { لو كان فيهما آلهة إِلا الله لفسدتا } وقيل المعنى لطلبوا إِلى الله جل جلاله سبيلا بالتقرب إِليه والطاعة لعلمهم بقدرته وعجزهم فتكون جارية على حد قوله جل وعلا: أُولئك الذين يدعون يبتغون إِلى ربهم الوسيلة. قال بعض أهل الأَندلس:

وهل فى التى طاعوا لها وتعبدوا لأمرك عاص أو لحقك جاحد