خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً
٥٣
-الإسراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَقُل لِّعِبَادِى } المؤمنين { يَقُولُوا } للمشركين { الَّتِى هِىَ أحْسَنُ } كلمة الحق التى هى حسنة أو أحسن من غيرها لا خشونة فيها لتكون أقرب إِلى القبول مثل أن يقال: إن الله جل وعلا هو المنعم الخالق وهو المستحق للعبادة، ومثل أن يقال: ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم وإِن يشأَ يعذبكم، وقد قيل إن قوله ربكم أعلم.. الخ. تفسير وتمثيل للتى هى أحسن وما بينهما اعتراض ولا تصرحوا بأنهم من أهل النار فإِن ذلك يهيجهم على الشر مع أنه لا يدرى بم يختم لهم، أمروا بالإِنة القول للمشركين حين كانوا بمكة، وذلك أمر مستمر لأنه أدعى للقبول الذى هو المراد، وقيل نسخت بآية السيف وآية التغليظ، وقيل كان المشركون يؤذنون المسلمين، فشكوا ذلك إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأَنزل الله الآية أى قل لهم يقابلوا خشونة المشركين باللين مثل أن يقولوا سلاماً، ومثل يهديك الله، ومثل هذا عندى جائز لأَنه دعاء لله أن يرشدهم إِلى ما أمر به أن يدعوا إِليه وهو الإِسلام وذلك قبل الإِذن بالقتال، ومن ذلك يقولون يرحمكم الله أى بالهداية للإِسلام أو برحمة الدنيا، وقيل نزلت فى عمر بن الخطاب رضى الله عنه شتمه مشرك فأَمر الله بالعفو، وقل إن الآية فيما بين المؤمنين أمرهم الله أن يحفظوا الجناح ويتأَدبوا فيما بينهم، وقل العباد جميع الخلق والتى هى أحسن هى لا إِله إلا الله. { إِنَّ الشَّيْطَان يَنزغُ } وقرأ طلحة بكسر الزاى يهيج المراء والشر والعناد وازدياد الكفر { بَيْنَهُمْ } بتخشين القول إِذا خشنوه { إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِّيناً } ظاهر العداوة فى أمر الدين والاخرة لا يأْلو جهداً.