خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هَـٰؤُلاۤءِ قَوْمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً
١٥
-الكهف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ هَؤُلاَء } مبتدأ { قَوْمُنا } عطف بيان وجملة قوله: { اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً } خبر وذلك إخبار استعملوه فى إنشاء إنكار عبادة غير الله عز وجل وذمها فجملة المبتدأ والخبر عندى مجاز مركب فى غير التشبيه فإن أصل هذا الكلام أن يستعمل فى مجرد الإخبار باتخاذهم غير الله آلهة كقول الشاعر:

هواىَ مع الركب اليمانِينَ مُصعدٌ جَنيبٌ وجُثمانى بمكةَ مُوثَقُ

أصله الإخبار بمعناه ومراده التحسر والتحزن ويحتمل هذا البيت التشبيه المسمى بالتمثيل.
{ لَوْلاَ } حرف تحضيض يتضمن توبيخا.
{ يَأْتُونَ عَلَيْهِم } أى على الآلهة التى يدعون ويقدر مضاف أى على صحتهم أو مضافان أى على جواز عبادتهم وعبروا عن الآلهة بضمير العقلاء لأنها عند عابديها عقلاء أَو كالعقلاء.
{ بِسُلْطَانٍ } حجة أو برهان وهكذا فى القرآن كله وقد فسر الحسن وابن عباس عنا بالحجة وفسره بعضهم فى القرآن كله بالعذر يعنى الحجة التى تكون عذرا.
{ بَيِّنٍ } ظاهر لا خفاء به وهذا كلام مقحم فإنه لا توجد أدنى حجة على عبادة الأصنام فضلا عن حجة واضحة وفيه دليل على أنه لا بد من الحجة على ما يؤخذ من أمور الديانات وأن ما لا دليل عليه باطل.
{ فَمَنْ أَظْلَمُ } من الاستفهام الإنكارى أى لا أحد أظلم لنفسه وأنقص لحق غيره.
{ مِمَّنِ افْتَرَى } اقتطع.
{ عَلَى اللهِ كَذِباً } فإن أنكره أو جعل له شريكا وهذا من جملة كلام أصحاب الكهف متصل بما قبله وقيل من كلام الله معترض بين كلامهم فيكون الكذب محتملا لما ذكر وحده وله مع ادعاء الولد لله تعالى وتقدس عن ذلك كله.
ثم قال أصحاب الكهف بعضهم لبعض بعد ما خرجوا عن حضرة الملك والناس.