خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً
٧٣
-الكهف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالَ } موسى { لاَ تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ } ما اسم موصول أو نكرة موصوفة أى بالذى نسيته أو بشئ نسيته وذلك هو الشرط الذى بينهما إذ قال: فإن اتبعتنى فلا تسأَلنى عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا أو مصدرية أى بنسيانى وعلى الأوجه كلها قد اعتذر إليه بأنهُ ناس لذلك الشرط ولا مؤاخذة على الناس ولا سيما مع مشاهدة أمر لا أطيق السكوت عليه.
قال أبىّ بن كعب عن النبى صلى الله عليه وسلم:
"كانت الأولى نسياناً والثانية شرطا والثالثة عمدا" .
وقال ابن عباس: لم ينس الشرط حين قال: أخرقتها ولكن ذلك من معاريض الكلام يوهمه أنه قد نسى الشرط ليبسط عذره وإنما أراد إذا نسيت شيئاً فلا تؤاخذنى. ولم يرد أنى قد نسيت فى هذا الاعتراض.
وقيل: المراد بالنسيان ترك عمد يعنى لا تؤاخذنى ولو تعمدت.
{ وَلاَ تُرْهِقنى } لا تغشنى والياء مفعول ثان مقدم. { مِن أَمْرِى } أى لأجل أمرى وهو النسيان أو أمره مطلقا فى حال اصطحابه معه وهو أولى وهو متعلق بترهق.
ويجوز كون التقدير: من مقتضى أمرى أو لازم أمرى أى ما يوجبه أمرى من المعاقبة على أنها ليست للتعليل فهى متعلقة بترهق أو بمحذوف حال من قوله: { عُسْراً } وهو مفعول أول مؤخر لترهق يقال: رهقه أمر وأرهقته أمار وغشيه أمر وأغشيته أمرا أى حدث عليه وأحدثته كأنه قيل: لا تجعل العصر داخلا علىَّ ولا يصح أن تكون الياء مفعولا أول وعسرا ثانيا لا على تفسير ترهق بتكلف خلافا للقاضى وأراد بالعسر المضايقة والمؤاخذة أى لا تُعْسِر علىَّ متابعتك بالمناقشة بل يسرها بالمسامحة وقرئ عسرا بضم العين والسين.