خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً
٧٧
-مريم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَفَرَأَيْتَ الَّذِى كَفَر بِآيَاتِنَا } أخبرنى عن قصته والمراد التعجيب. استعمل الرؤية بمعنى الإخبار، لأن مشاهدة الأشياء ورؤيتها طريق إلى الإحاطة بها علما وصحة الإخبار عنها، ولأن رؤيتك الشئ أقوى من أن يخبرك به غيرك. والفاء للترتيب، أى اذكر قصة هذا عقب قصة أولئك.
والمشهور أن الآية فى العاص بن وائل. قال خباب بن الأرتّ: كان لى عليه دين فاقتضيته. فقال: لا والله حتى تكفر بمحمد.
قلت: لا والله لا أكفر بمحمد حيا ولا ميتا، ولا حين تُبعث.
قال: فإنى إذا مت أُبعث؟
قلت: نعم.
قال: إذا بعثت جئتنى وسيكون لى ثَم مال وولد فأعطيك.
وقيل: صاغ له خباب حُليّاً فاقتضاه الأجر فقال: إنكم تزعمون أنكم تبعثون، وأن فى الجنة ذهبا وفضة وحريرا فأنا أقضيك ثَم؛ فإنى أُوتَى مالا وولدا حينئذ.
وعن بعض أن خبابا كان فى الجاهلية حدادا فعمل له سيفا فجاء يتقاضاه فى أجرة العمل فكان ما ذكر.
وقيل: كان جماز بن الأزد حدادا فى الجاهلية وعمل سيفا للعاصى وكان ما ذكر.
والجمهور على أن ذلك من العاص مع خباب وهو مذهبُ مسروق.
وقال الحسن: فى الوليد بن المغيرة مع خبَّاب.
{ وَقَالَ }: والله { لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } إن بُعثت.
وقرأ الكسائى بإسكان اللام وضم الواو جمع ولد كأَسد وأُسد، أو لغة فى الولد المفرد، كقولهم فى العَرَب بفتحتين: العُرْب بضم فإسكان.
وقرأ يحيى بن معمر بكسر الواو.