خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً
٩٦
-مريم

هميان الزاد إلى دار المعاد

محبة فى القلوب من غير تعرض منهم لأسبابها لإقبالهم إلينا كما تقذف فى قلوب أعدائهم الرهبة.
قال أبو حيان فى البحر: ومن الغريب ما أنشدنا الإمام اللغوى رضىّ الدين أبو عبد الله محمد بن على بن يوسف الأنصارى الشاطبى لزبينا بن إسحاق النصرانى المصعبى:

عدى وتيم لا أحاول ذكرهم بسوء ولكنى محب لهاشم
وما يعترينى فى علىٍّ ورهطه إذا ذكروا فى الله لومة لائِم
يقولون: ما بال النصارى تحتهم وأهل النُّهى من أَغرُبٍ وأعاجِم
فقلت لهم: إنى لأحسَب حُبَّهم سرى فى قلوب الخلق حتى البهائِم

والسين إما لأن السورة مكية وكان المؤمنون ممقوتين بمكة فوعده ذلك إذا قوى الإسلام، وإما لأن الموعود فى القيامة حين يعرض حسابهم على رؤوس الأشهاد فتظهر حسناتهم، وإما أنه ينزع الغل من صدورهم يوم القيامة فيتحابون.
وقيل: سيجعل لهم ودا فى الدنيا فيتحابون، وكانوا دون تلك المرتبة؛ قال صلى الله عليه وسلم لعلى:
"قل: اللهم اجعل لى عندك عهدا، واجعل لى فى صدور المؤمنين مودة" .
وعنه صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله عبدا نادى جبريلُ: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول فى الأرض" .
ويروى أنه يقول: "قد أحببت فلانا فأحببه يا جبريل فيحبه. فينادى. وإذا أبغض فبعكس ذلك" .
وعن قتادة: ما أقبل العبد إلى الله إلا أقبل الله بقلوب العباد إليه. ومثله عن هرم بن حيان، إلا أنه قال: بقلوب المؤمنين.
قال كعب: فى التوراة: لا محبة لأحد فى الأرض حتى يكون ابتداؤها من الله، ينزلها على أهل السماء ثم أهل الأرض. ومصداقه الآية.
وروى ثوبان أن العبد ليلتمس رِضَى الله فيقول الله جل وعلا لجبريل: إن فلانا يلتمس رضاى فعليه رحمتى فيقول جبريل: على فلانرحمه الله . فيقول حملة العرش فَمَنْ حوله؛ فكل أهل سماء، فأهل الأرض. وعكس ذلك فى السخط.