خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
٨٢
-البقرة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }:
المتبادر من العطف لأنه يقتضى التغاير أن الإيمان التصديق والإقرار أو التصديق وأن العمل الصالح سائر الأعمال كالصلاة وكالإقرار إذا قيل الإيمان مجرد التصديق، وزعم بعض أن الإيمان يدخل فيه جيمع الأعمال الصالحة، لكن لما كان لفظ آمن لا يدل صريحا ولا وضعاً على أكثر من فعل واحد ذكر بعده، وعملوا الصالحات دالا على تعدد الأعمال، وقيل آمنوا بمعنى عملوا الصالحات، لكنه للماضى فذكر بعده عملوا الصالحات، بمعنى داوموا على عمل الصالحات، وتدل هذه الآية على أن المراد بمن كسب سيئة المشرك والفاسق، لأن هذه الآية ذكر فيها الموحد غير الفاسق، فتشمل الآيتان جميع الأقسام، ولو أريد بمن كسب سيئة المشرك فقط لبقى الفاسق، فبطل قول بعض قومنا إن هذا دليل على أن المراد بمن كسب المشركون، ولا يخفى أن ظاهر قوله: { من كسب سيئة.. } إلخ عام سبق حجة على القائلين لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة، كأنه قيل: ليس كما قلتم بل كل من كسب سيئة وأحاطت به خطيئاته فهو خالد أبداً، فليس كما زعم بعض قومنا أن المراد بمن كسب اليهود القائلون لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة، لأنه تأكيد والتأسيس أولى، ولأنه لا دليل على هذا التخصيص، فهو عام فى كل من كسب سيئة وأحاطت به خطيئاته، كما أن قوله:{ والذين آمنوا.. } إلخ عام فى كل من آمن وعمل الصالحات، ذكره وعداً عاماً بعد ذكره وعيداً عاماً لترجى رحمته كما يخشى عذابه، كما هو سنة الله تعالى فى القرآن فى ذكر الوعد بعد الوعيد.