خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
٥٠
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالَ رَبُّنَا } خبر لمحذوف أى هو ربنا. { الَّذِى } نعت أو خبر ثان أو ربنا مبتدأ والذى خبره.
{ أَعْطَى كُلَّ شَئٍ خَلَقَهُ } كل مفعول أول وخلقه مفعول ثان، أى أعطى كل شئ صورته التى سبق علمه بها التميز بها عن غيره، التى تطابق المنفعة المتعلقة بها فأعطى الرجلين الهيئة التى هما عليها المطابقة للمشى، وأعطى العين الشكل المولق للإبصار، وهكذا. أو أعطى كل شئ من الحيوانات نظيره فى الخلق والصورة، فأعطى الرجلَ المرأةَ، والجملَ الناقةَ، وهكذا. ولم يزوج شيئا من غير جنسه إلا ما شذ.
ويصح أن يكون كل مفعولا ثانيا وخلقه مفعولا أول بمعنى اسم مفعول، أى مخلوقات، وأفرد لأن لفظه مصدر، أى أعطى خليقته كل شئ يحتاجون إليه. وقدم المفعول الثانى لأنه المقصود بالذات؛ لأن الغرض ذكر المنن.
وقرئ خلقه بفتح اللام، فالجملة نعت كل أو نعت لشئ، لجواز نعت المضاف إليه لكن نعت المضاف اولى.
وزعم بعض أن نعت المضاف إليه شاذ والمفعول الثانى محذوف أى أعطى كل مخلوق ما يصلح له.
{ ثُمَّ هَدَى } أى هداه لمنافعة. وقيل: هداه إلى معرفة كيف يأتى الأنثى وحذف المفعول للفاصلة. فإذا كان هو المعطى لكل شئ الخالق له الهادى له الميسر له كيف تبقى له المنفعة وتكمل، فهو للغنى بالذات المحتاج إليه كل ما عداه وهو جواب عظيم مفحم. ولذلك بهت فرعون ولم يجد له ردًّا، فصرف الكلام إلى ما حكى الله تعالى عنه بقوله: