خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ
٥٣
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ الَّذِى جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ مَهْدًا } الخطاب لمطلق الناس الحاضر والغائب. والحضور يغلب على الغيبة.
وقيل لفرعون وقومه. ومعلوم أن غيرهم مثلهم. والمهاد: الفراش أو جمع مهد، ويدل له قراءة الكوفيين مهداً أى جعل ما لكم مثل المهد الذى يمهد للصبى. والذى نعت لربى أو خبر لمحذوف أو منصوب بمحذوف على المدح.
{ وَسَلَكَ } سهل أو أوجد. قيل: أو جعل. قلت: أو أدخل بمعنى ما ذكر.
{ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } طرقا أدخلها بين الجبال والبرارى والأودية تمشون فيها لمنافعكم.
{ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاءً } هذا تمام كلام موسى. ثم قال عز وعلا تتميما لما وصفه به موسى وخطاباً لأهل مكة:
{ فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى } أصنافاً مختلفة الألوان والطعوم والروائح والمنافع، وبعض لكم، وبعض لدوابكم. سميت أزواجا لازدواج بعضها ببعض أى لاقتران البعض بالبعض. وشتى ألفه للتأنيث جمع شتيت. ومن نبات نعت لأزواجا ومن للبيان. وشتى نعت أزواجا للتوكيد، قيل: أو نعت نبات ولو كان جمعاً؛ لأن نباتا فى الأصل مصدر يصلح للواحد فصاعداً.
وقيل: النبات أصله لما ينبت واستعماله مصدراً خروج عن ذلك وتشتت الأمر: تفرق فهو شتيت: متفرق.
وتعلم مما مر أن كلام موسى تم عند قوله: ماء أنه لا التفات.
وإن قلنا: إن كلامه لم يتم عند ذلك ففى الكلام التفات من الغيبة إلى التكلم حكاية لكلام الله وإما للتنبيه على ظهور كمال القدرة والحكمة والإيذان بأنه مطاع تنقاد له الأشياء المختلفة، فكما يدل عليهما التعبير بالتكلم يدل التعبير بالغيبة فليسا سبباً للالتفات كما قيل. مم الدلالة عليهما بالتكلم أقوى من حيث إن الكلام حينئذ نص من الله على لسان موسى لا كلام من موسى عن الله فافهم.