خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ هُمْ أُوْلاۤءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ
٨٤
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالَ هُمْ أُولاَءِ } وقرأ عيسى ابن عمرو بترك الهمزة وذلك مبتدأ وخبر { عَلَى أَثَرِى } خبر ثان أو حال، أى ما تقدمتهم إلا بخطا يسيرة لا يعقد بها عادة، يتقدمها بعض الرفقة على بعض، ويتقدمها على الوفد رئيسهم.
وإن قلت: فكيف قال: هم أُولاء بإشارة البعيد؟
قلت: القرب والبعد نسبيان. يصح أن تقول فى القريب: هو بعيد بالنسبة إلى ما هو أشد قربا، وفى البعيد: قريب بالنسبة لما هو أشد بعدا.
وعن بعضهم: أنه استعمل أولاء هنا فى القرب.
وقرأ أبو عمرو ويعقوب بكسر همزة أثرى. وقرأ عيسى بن عمرو بضمها. والفتح أفصح، والياء ساكنة فى قراءة الكسر والضم.
ومن قال القوم: جميع بنى إسرائيل، رد عليه بقوله: { على أثرى }. زعم أن المراد الجميع، وأنه فارقهم قبل الميعاد.
وقد يجاب بأن معنى قوله: { على أثرى } أنهم ينتظرونى.
{ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ } إلى طاعتك { رَبِّ } يا ربى { لِتَرْضَى } عنى رضاً زائدا على رضاك؛ فإن العجلة إلى امتثال أمرك يزيد رضى؛ يوجهه بمقتضى الوعد على ذلك بالثواب.
وإطلاق القاضى أن العجلة فى نفسها نقيصة ليس بجيد؛ لأنها فى الطاعة حميدة وإنما عوتب عليه لسبقه القوم، وما تقدم.
وقرئ ببناء ترضى للمفعول.
وسؤال الله موسى أو تعجيبه إنما كان فى العجلة. فمقتضى الجواب الاقتصار على عجلت إليك ربى لترضى، ولكن زاد بسطا للعذر أولا بأن قال: إن التقدم الذى تقدمته غير معتد به عندنا معشر البشر وكأنى غير متقدمة، أو لمّا عاتبه الله ارتج فلم يأت بالجواب المطابق.