خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنَّمَآ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ
١٠٨
-الأنبياء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ } أى ما يوحَى إلىّ إلا أنه لا إله إلا هو. والمقصود الأصلى من بعثه مقصور على التوحيد، وإنما لأُولى لقصر الصفة التى هى الإيحاء على الموصوف، الذى هو الوحدانية، والثانية لقصر الموصوف، الذى هو الإله على الصفة، التى هى الوحدانية. فالوحدانية صفة وموصوف.
{ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } مخلصون العبادة لله، موحِّدون له؛ فإن الوحى الوارد على هذه الطريق يوجب أن تخلصوا التوحيد لله، وأن تخلعوا الأنداد. وفى ذلك دليل على أن صفة الوحدانية، يصح أن يكون طريقها السمع والاستفهام، بمعنى الأمر.
ويجوز جعل ما الأولى اسم إنّ، و { أنما إلهكم إله واحد } خبرها، فنائب يوحَى ضمير ما، بخلافه على ما مر، فنائبه المصدر المسبوك مما بعده.
ويجوز جعل الثانية كذلك، فحذف صدر الصلة، لطولها بالإضافة، أى أن الذى هو إلهكم. فإله خبر لأن، كما كان - على ما مر - خبراً لإلهكم، لكن فى ذلك جعل ما للعالم وحده.