خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لاَ تَرْكُضُواْ وَٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ
١٣
-الأنبياء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لاَ تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ } نعمتم فيه، وترفهتم بلا شكر { وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ } يُطلب شئ من أموالكم، وكانوا أسخياء رياءً أو بخلا، أو أسخياء بلا رياء، لكن لا ينفعهم، فقيل لهم ذلك تهكماً، أو لعلكم تسألون غدا عما جرى عليكم فى أموالكم ومساكنكم، فتجيبوا السائل عن علم ومشاهدة، أو ارجعوا أو اجلسوا وتزينوا كما كنتم، فيأتى من يجرى عليه أمركم ماذا نفعل وماذا نترك، أو لعلكم تسألون فى النوازل، ويستضاء برأيكم وذلك كله تهكم.
ومن جملة تلك القرى المقصومة قرية باليمن. قيل: أهلها عرب.
وعن ابن عباس: اسمها حضور وهى وسحول قرينان فيه، تنسب إليهما الثياب. وفى الحديث: كُفّن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ثوبين سحوليين وروى: حضوريين.
وقيل: حسور أرسل الله إليها نبيًّا فقتلوه، فأرسل الله عليهم بُخْتَ نَصَّرَ، كما سلطه على أهل بيت المقدس فاستأصلهم.
وقيل: هزموا جيشه مرتين، ونهض فى الثالثة بنفسه فهزمهم ولما أخذ فيهم السيف هربوا مسرعين، وقيل لهم: لا تركضوا إلخ. ونودوا من السماء أيضا: يا لثارات الأنبياء، فندموا واعترفوا، إذ لم ينفعهم الندم والاعتراف.
ومَن زعم أن المراد هذه القرية وحدها فقد أخطأ؛ لأن كم للتكثير.
وقيل: قائل لا تركضوا الخ ملائكة العذاب بالنار.
وروى أن القائل لذلك رجال بُخت نصَّر على جهة الخداع والهزء.
وروى أنهم هربوا، فأمر بُخت نصَّر أن ينادى فيهم: يا لثارات النبى المقتول، فقتلوا بالسيف عن آخرهم.