خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ
٧١
-الأنبياء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا } وهو ابن أخته هاران، من العراق، على الصحيح، ووالد هاران تارخ، ولهما أخ ثالث يقال له فاخور بن تارخ.
قال الثعلبى فى عرائس القرآن: فهاران أبو لوط، وفاخور أبو توبيل بن لابان بن فاخور، ورفعاء بنت توبيل امرأة إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب. وليًّا وراحيل زوجتا يعقوب هما ابنتا لابان، وآمنت به سارة بنت عمه، وهى سارة بنت هاران الأكبر، عم إبراهيم. وكانت سارة بنت ملك حران، طعنت فى دين قومها، فتزوجها إبراهيم.
قال ابن إسحاق: خرج إبراهيم من كوثى، وهى قرية فى العراق، ونزل لوط المؤتفكة وهى من العراق. ونزل إبراهيم بحرّان، فمكث ما شاء الله، ثم قدم مصر، ثم الشام فنزل السبع من أرض فلسطين.
{ إِلَى الأَرْضِ الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ } وهى الشام، نزل إبراهيم السبع ولوط المؤتفكة، وبينهما نحو يوم وليلة: وذلك قول الجمهور وبَرَكة الشام: الخصب، وكثرة الشجر والثمار والأنهار.
قال أٌبىّ: ما من ماء عذب إلا ينبع من تحت صخرة بيت المقدس.
وقيل: إن أكثر الأنبياء معها.
وقال عمر بن الخطاب لكعب - رضى الله عنهما-: ألاَ تتحول إلى المدينة؟ فيها مهاجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبره.
فقال كعب: إنى وجدت فى كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله فى أرضه.
وعنه صلى الله عليه وسلم: ستكون هجرة بعد هجرة. فخيار أهل الأرض، لزمهم مهاجرَ إبراهيم. أراد الهجرة إلى الشام، ورغّب فى المقام فيها. وقال: طوبى لأهل الشام؛ لأن الملائكة باسطة أجنحتها عليها.
وأمر أويس هرم بن سنان أن يكون بالشام.
وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أين تأمرنى؟
فقال: ها هنا، وأشار إلى الشام بيده الكريمة، وهى أرض المحشر، وبها ينزل عيسى - عليه السلام، ويقتل الدجال.
قيل لسفيان - وقد رحل إليها -: إلى أين؟
فقال: إلى بلد يُملأ فيه الحراب بدرهم.
وقيل: المراد بالأرض: مكة.
وروى أن نمرود - لعنه الله - قال له: أين جنود ربك الذى نزعم؟
فقال له: سيريك بعض أضعف جنده.
فبعث الله إليه سحابة بعوض، فأكلت جنده ودوابهم ومالهم، حتى إن العظام بقيت بيضا، ودخلت بعوضة فى رأسه. وكان يضرب بالعمود ثم هلك.