خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ
٨٠
-الأنبياء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةً لَبُوسٍ } اللبوس: الدرع؛ لأنها تلبس فهو كقولك: ناقة رَكوب. وهو أول من صنعها، وكانت قبل ذلك صفائح، فحلّقها وفردها.
ويحتمل أن يكون اللبوس بمعنى مطلق اللباس، ولو كان المراد الدرع فلا يكون كناقة ركوب، بل كجمل ركوب. وكان الحديد فى يده كالطين، يصنع منه الدرع للحرب بلا نار. وفى صنعها جمع الخفة والتحصن.
{ لَكُمْ } فى جملة الناس، متعلق بعلمناه، أو بمحذوف نعت للبوس.
{ لتُحْصِنَكُمْ } أى ليحصنكم داود، أو ذلك اللباس الملبوس، على طريق جمل ركوب، أو ليحصنكم الدرع اللبوس. وذكَّرَت لتأويلها باللباس.
وقرأ ابن عامر وحفص بالتاء، أى لتحصنكم الدرع اللبوس أو اللباس؛ لتأويله بالدرع، أو لتحصنكم الصنعة.
وقرأ أبو بكر وورش بالنون.
وقرئ بتشديد الصاد وفتح الحاء، قبلها مثناة تحتية.
والحصن والتحصين: المنع لكن فى الثانى مبالغة، وليحصنكم بدل من لكم بدل اشتمال.
{ مِنْ بَأْسِكُمْ } حرب عدوكم أو وقع السلاح فيكم.
قال بعضهم: وقيل: ليحصنكم الله، يعنى على طريق الالتفات.
{ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ } والخطاب فى ذلك كله لهذه الأمة، أو لجملة الناس بعد داود وأهل بيته.
وظاهر اللفظ استفهام. والمراد: الأمر بالشكر، وفى ذلك مبالغة وتقريع.