خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ
٩٠
-الأنبياء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَةُ } أى عدَّلنا له بولد، يسمى يحيى، وأصلحنا رحم امرأته للولادة بعد، أى جعلناها وَلُودًا، بعد أن كانت عقيما.
وقيل: إصلاحها: تحسين خُلقها، وقد كانت سيئة الخلق، طويلة اللسان ولا بُعد فى إرادة الكل.
{ إنّهُمْ } أى من ذُكر من الأنبياء.
{ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِى الخَيْرَاتِ } فى الطاعات يدخلون فيها بمسابقة ومسارعة أو { فى } بمعنى { إلى } وذلك إشارة إلى أنهم استحقوا إجابة دعائهم، لمبادرتهم إلى أبواب الخير.
وقيل: الضمير لزكريا - عليه السلام - وزوجه ويحيى.
{ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا } فى رحمتنا، أو طاعتنا.
{ وَرَهَبًا } من عذابنا، أو معصيتنا.
وقرئ بإسكان الغين والهاء، وهما مفعولان مطلقان ليدعوننا، مضمنًا معنى الرغبةِ فى رحمتنا والرهبةِ من عذابنا، أو حالان مبالغة؛ أو تقديرهما بالوصف، أو بتقدير مضاف.
{ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } متواضعين فى عبادتهم، وسائر أحوالهم.
قيل: الخشوع: الخوف اللازم للقلب، حتى إن صاحبه يحذر، ولا يدخل فى الأمور، خوفَ الوقوع فى الإثم.
وعن الجُنيد: الخشوع: تذلل القلوب لعلام الغيوب.
قيل: من خشع قلبه لم يَقْرَبه الشيطان.
وعن بعض: إن الخشوع أن يفعل الخير إذا أرخى ستره وأغلق بابه، لا أن يأكل خشنا، ويلبس خشنا، ويطأطئ رأسه.