خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ
١
-الحج

هميان الزاد إلى دار المعاد

بسم الله الرحمن الرحيم
{ يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ } احذروا عقابه { إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ } لا تقدرون عليه فكيف تقدرون على عقابه؟ اي ان الحركة الشديدة التي يكون بعدها طلوع الشمس من مغربها الذي هو قرب الساعة شيء عظيم في ازعاج الناس الذي هو نوع من العذاب.
واضافة الزلزلة بمعنى الحركة إلى الساعة اضافة مصدر لفاعله اسند الحركة للساعة مع انها للأرض لمجاورة الساعة للزلزلة وقربها ولانها من أشراط الساعة وذلك مجاز في الاسناد ويسمى مجازاً عقلياً ومجازاً حكمياً.
ورده السكاكي إلى الاستعارة التبعية.
وان قلنا: ان الساعة هي ساعة وقوع الزلزلة سواء قلنا هي ساعة قيام القيامة أو قبلها فقد اسند الفعل إلى زمانه تجوزاً في الاسناد كقولك: "نهاره صائم" وهو كقولك: "الساعة تزلزلت" أو الاسناد حقيقي والاضافة للزمان من حيث وقوعها فيه لا من حيث انها فعله.
فأصل الكلام أن زلزلة الأرض في الساعة وكذلك الكلام إذا جعلنا الزلزلة بمعنى التحريك الشديد أي ان تحريك الساعة الأشياء.
ووقتها عند الحسن يوم القيامة.
وقال علقمة والشعبي: قبيل طلوع الشمس من مغربها.
وعلى الأول يكون بها قيام الساعة وهو قول ابن عباس وهو قول من يقول: النفخ نفختان.
والثاني: هو قول الجمهور القائلين ان النفخات ثلاث (وان) وما بعدها تعليل جملي علل التقوى بعظم هول الساعة وذكرها ليتصوروها كأنها حاضرة ويعلموا انهم انما ينجون بالتقوى.
وقد روي ان الآيتين نزلتا ليلاً في غزوة بني المصطلق فقرأها صلى الله عليه وسلم فلم ير باكياً أكثر من تلك الليلة فلما أصبحوا وقد مشوا الليل يحطوا السروج عن الدواب ولم يضربوا الخيام وقت النزول ولم يطبخوا قدراً وكانوا بين حزين وباك ومفكر وأعني بالآيتين هذه والتي قبلها.
وروي انهما نزلتا ليلا في تلك الغزوة فأمرهم ان يحثوا المطي فحثوها حتى كانوا حوله صلى الله عليه وسلم فقرأهما
{ إلى آخره } ما مر ثم قال أي يوم ذلك فقالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذلك يوم يقول الله لآدم قم فابعث ببعث النار.
وفي رواية يقول الله عز وجل "يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك فينادي بصوت ان الله يأمرك ان يخرج بعث النار من ذريتك فقال يا رب وما بعث النار، فقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون فحينئذ تضع الحوامل حملها ويشيب الوليد وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم فقال تكمل العدة بيأَجوج ومأجوج والمشركين والمنافقين والواحد منكم وانتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الابيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الاسود.
وفي رواية ابشروا فما انتم في الناس الا كالرقمة في ذراع الحمار يعني موضعا ابيض أو اسود في ذراعه أو كالشامة في جنب البعير وانكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء الا كثرتاه يأجوج ومأجوج بفتح المثلثة نقلا من الضم للدلالة على الغلبة فيكون متعديا.
ذكر ابن هشام اي مثله اي غلبتاه في الكثرة.
قال: واني لارجوا ان تكونوا ربع أهل الجنة فكبروا ثم قال ثلثهم فكبروا ثم قال نصفهم فكبروا وقال يدخل الجنة من امتي سبعون الفا بغير حساب فقال عمر: سبعون الفا قال: نعم ومع كل واحد سبعون الفا.
وفي رواية يحط الكبير إلى ثلاث وثلاثين وعن ابي سعيد نفخة الفزع يوم الجمعة في النصف من شهر رمضان فتمر الجبال مر السحاب وترتج الارض وتضع الحوامل وتشيب الولدان ويولي الناس مدبرين ويأتي كلام في ذلك ان شاء الله.