خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى ٱلشَّيْطَانُ فِيۤ أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ آيَاتِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
٥٢
-الحج

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ } الرسول من بعث للناس أو بعضهم سواء كان له كتاب أم لا وسواء جاء لتقرير شرع سابق أو لتجديد شريعة والنبي من اوحى إليه بعث للناس أو بعضهم أو لم يبعث له كتاب أو لم يكن جاء للتقرير أو للتجديد فهو اعم من الرسول كل رسول نبي وبعض الانبياء غير رسول بل جلهم ولكن إذا اطلق في مقابلة الرسول كما في الآية فهو غير رسول.
وقيل: الرسول من بعث للتجديد إلى الناس أو بعضهم والنبي يعمه ويعم من بعث للتقرير كانبياء بني اسرائيل بين موسى وعيسى ولذا شبه صلى الله عليه وسلم علماء امته بهم والانبياء هم مائة ألف وأربعة وعشرون الفا والرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر وقيل ثلاثمائة واربعة عشر.
وقيل: الرسول من له معجزات وكتاب والنبي من لا كتاب له.
وقيل: الرسول من يأتيه الملك والنبي من ياتيه أو يوحي إليه في المنام أو الهاما وقد بسطت ذلك وغيره في تراجم حواشي كتب النحو وغيره { إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى } ذكر في نفسه ما يهواه * { أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ } ما يوجب اشتغاله بالدنيا حتى يجري على لسانه قال صلى الله عليه وسلم:
"انه ليغان على قلبي فاستغفر الله في اليوم سبعين مرة" اي يغشاه الشيطان بالوسوسة والامنية ما بولغ في تمنيه وهو مفرد كاحدوثة للحديث المستحسن جدا اصله (منوية) اجتمعت الواو والياء وسبقت احداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وادغمت في الياء وقلبت الضمة كسرة قيل قلب الواو ياء أو بعده قولان { فَيْنسَخُ اللَّهُ } يزيل { مَا يلْقِي الشَّيْطَانُ } ويظهر انه من الشيطان ويبطله لعصمة الانبياء عن الركون إليه والارشاد إلى ما هو الحق { ثُّم يُحْكِمُ } يثبت { اللَّهُ آيَاتِهِ } الداعية إلى التجرد للآخرة وفي ذلك وضع المظهر موضع الضمير للتأكيد { وَاللَّهُ عَلِيمٌ } باحوال الناس وبالقاء الشيطان وبكل شيء { حَكِيمٌ } فيما فعل مطلقا وفي تمكين الشيطان من الالقاء.